مصعب بنعمير
مصعب بنعمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي البدري، كانأعطر أهل مكة ولد في النعمة، وغذيّ بها، وشبّ تحت خمائلها، وكان حديث حسان مكة،ولؤلؤة ندواتها ومجالسها، سمع عن الإسلام والمسلمين في مكة وأنهم يجتمعون في دار الأرقمبن أبي الأرقم، فذهب إلى هناك ودخل الإسلام إلى قلبه وأسلم على يد محمد بن عبدالله رسول الله، وكانت أمه خنّاس بنت مالك تتمتع بقوة فذة في شخصيتها فخشيها مصعب،وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرا، حتى علمت أمه وحبسته وأرادت أن ترده عندينه ولكنها واجهت إصرار أكبر على الإيمان من جانب الابن. فقررت أن تخرجه من بيتهاوتحرمه من الأموال.
وقالتله وهي تخرجه من بيتها: اذهب لشأنك، لم أعد لك أمّا. قال: يا أمّه أني لك ناصح،وعليك شفوق، فإشهدي بأنه لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. فأجابته غاضبةمهتاجة: قسما بالثواقب، لا أدخل في دينك، فيزرى برأيي ويضعف عقلي. فتركها واختارالإسلام بدلا عن أمه طاعة لأمر الله تعالى في قوله " وَإِنْ جَاهَدَاكَلِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّمَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " [1] ترك مصعبالنعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة، وأصبح الفتى المتأنقالمعطّر، لا يرى إلا مرتديا أخشن الثياب يأكل يوما، ويجوع أياما.
مصعب بن عمير اختاره الرسول أن يكون سفيره إلىالمدينة، يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة، ويدخل غيرهم فيدين الله، ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم، وقد أختاره الرسول لرجاحة عقله وكريمخلقه وزهده وبها كان أول سفير للإسلام ، وقد جاءها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما،كان مصعب يقدر المسؤولية التي أنيطت به ويعلم أنه يجب عليه أن ينهي مهامّه خلالسنة حتى يوافي رسول الله في الموسم القادم ومعه فلول الأوس والخزرج لكي تبايعه علىنصرة الإسلام فعليه أن يجتهد في الدعوة وأن لا يهنأ بطعام ولا يغمض له جفن حتىيدخل الناس في دين الله أفواجا, وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة, كان مسلموالمدينة يرسلون إلى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم، وكان عدد أعضائهسبعين مؤمنا ومؤمنة، جاءوا تحت قيادة مصعب ابن عمير. وقد أسلم على يديه أسيد بنحضير سيد بني عبد الأشهل بالمدينة, فجاء شاهرا حربته ويتوهج غضبا وحنقا على هذاالذي جاء يفتن قومه عن دينهم فلما أقنعه أن يجلس ويستمع, فأصغى لمصعب واقتنعوأسلم، وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع, وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة، وأسلمكثيرا من أهل المدينة، فقد نجح أول سفراء الرسول صلوات الله عليهم
بعدهجرة الرسول وصحبه إلى المدينة، وحدثت غزوة بدر، تلتها غزوة أحد الذي أمر فيهاالرسول صلى الله عليه وسلم مصعب ليحمل الراية، وتشب المعركة الرهيبة ويحتدم القتالويخالف الرماة أمر الرسول ، فقد حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد.
فلماجال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنىفقطعها، ومصعب يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، وأخذ اللواء بيدهاليسرى وحنا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدرهوهو يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، ثم حمل عليه الثالثة بالرمحفأنفذه وأندق الرمح، ووقع مصعب وسقط اللواء فحمله أحد المسلمين.
مصعب بنعمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي البدري، كانأعطر أهل مكة ولد في النعمة، وغذيّ بها، وشبّ تحت خمائلها، وكان حديث حسان مكة،ولؤلؤة ندواتها ومجالسها، سمع عن الإسلام والمسلمين في مكة وأنهم يجتمعون في دار الأرقمبن أبي الأرقم، فذهب إلى هناك ودخل الإسلام إلى قلبه وأسلم على يد محمد بن عبدالله رسول الله، وكانت أمه خنّاس بنت مالك تتمتع بقوة فذة في شخصيتها فخشيها مصعب،وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرا، حتى علمت أمه وحبسته وأرادت أن ترده عندينه ولكنها واجهت إصرار أكبر على الإيمان من جانب الابن. فقررت أن تخرجه من بيتهاوتحرمه من الأموال.
وقالتله وهي تخرجه من بيتها: اذهب لشأنك، لم أعد لك أمّا. قال: يا أمّه أني لك ناصح،وعليك شفوق، فإشهدي بأنه لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. فأجابته غاضبةمهتاجة: قسما بالثواقب، لا أدخل في دينك، فيزرى برأيي ويضعف عقلي. فتركها واختارالإسلام بدلا عن أمه طاعة لأمر الله تعالى في قوله " وَإِنْ جَاهَدَاكَلِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّمَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " [1] ترك مصعبالنعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة، وأصبح الفتى المتأنقالمعطّر، لا يرى إلا مرتديا أخشن الثياب يأكل يوما، ويجوع أياما.
مصعب بن عمير اختاره الرسول أن يكون سفيره إلىالمدينة، يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة، ويدخل غيرهم فيدين الله، ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم، وقد أختاره الرسول لرجاحة عقله وكريمخلقه وزهده وبها كان أول سفير للإسلام ، وقد جاءها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما،كان مصعب يقدر المسؤولية التي أنيطت به ويعلم أنه يجب عليه أن ينهي مهامّه خلالسنة حتى يوافي رسول الله في الموسم القادم ومعه فلول الأوس والخزرج لكي تبايعه علىنصرة الإسلام فعليه أن يجتهد في الدعوة وأن لا يهنأ بطعام ولا يغمض له جفن حتىيدخل الناس في دين الله أفواجا, وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة, كان مسلموالمدينة يرسلون إلى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم، وكان عدد أعضائهسبعين مؤمنا ومؤمنة، جاءوا تحت قيادة مصعب ابن عمير. وقد أسلم على يديه أسيد بنحضير سيد بني عبد الأشهل بالمدينة, فجاء شاهرا حربته ويتوهج غضبا وحنقا على هذاالذي جاء يفتن قومه عن دينهم فلما أقنعه أن يجلس ويستمع, فأصغى لمصعب واقتنعوأسلم، وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع, وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة، وأسلمكثيرا من أهل المدينة، فقد نجح أول سفراء الرسول صلوات الله عليهم
بعدهجرة الرسول وصحبه إلى المدينة، وحدثت غزوة بدر، تلتها غزوة أحد الذي أمر فيهاالرسول صلى الله عليه وسلم مصعب ليحمل الراية، وتشب المعركة الرهيبة ويحتدم القتالويخالف الرماة أمر الرسول ، فقد حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد.
فلماجال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنىفقطعها، ومصعب يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، وأخذ اللواء بيدهاليسرى وحنا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدرهوهو يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، ثم حمل عليه الثالثة بالرمحفأنفذه وأندق الرمح، ووقع مصعب وسقط اللواء فحمله أحد المسلمين.